بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الأخلاق بين الدين والايديولوجيا
صفحة 1 من اصل 1
الأخلاق بين الدين والايديولوجيا
تشكل الأخلاق معيارا ناظما سواء للدين أو للايدولوجيا وتحدد ديمومة كل واحد منهما عندما يتعلق الأمر بالهدف والغاية , وتتباين خطواتهما في الوسيلة مع احتساب عامل الزمان والمكان حتى قيل أن الدين هو أيديولوجيا الأمم السالفة أما الايدولوجيا هي دين الأمم المعاصرة , وهذا ما يدفعنا أن نتصور أخلاق بدون دين و ينخرط في باب الايدولوجيا وكثيرا من المسائل التي نراها لدى الأديان القديمة قد لا يكون أخلاقيا اليوم بعد أن كان يشكل الفضيلة , وكل تجاوز لحدوده يعتبر رذيلة في زمانه ومكانه , ولدى المجتمعات البشرية البدائية والمتأخرة ظهرت فيها أخلاق باستقلالية عن الدين حتى توالت الرسالات السماوية ووصولا إلى الدين الإسلامي عندما جاء الرسول الكريم محمد(ص) فقال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , فكان العرب في شبه جزيرتهم العربية يدينون بالوثنية وعبادة الأصنام بالإضافة إلى بعض الديانات والمعتقدات الأخرى فقد نشأت لديهم أخلاق وسادت بين مجتمعاتهم وفق طقوسهم الدينية , والتي كانت معنية بالسحر والشعوذة والطقوس الأخرى .
وما من مجتمع من المجتمعات إلا وقد ساهم في بناء معيار أخلاقي له وأخذت معايير ومصطلحات الفضيلة والواجب والخير والمنفعة والأخلاق تتجسد في سلوكية الفرد والمجتمع ووصولا إلى العصر الحديث أعتبر علم الأخلاق من العلوم المعيارية كعلم المنطق ، وعلم الجمال ، وهذه العلوم ليست علوما وضعية لأنها لا تدرس وقائع موجودة بالفعل , فعلم الأخلاق يدرس معيار الخيّرية ومفاضلتها عمن سواها ، وهو يدرس المثل العليا في المجتمع والتي يجب أن يسير عليها .
ولهذا فإن الأخلاق هي مجموعة أهواء المجتمع , وأن التقدم الخلقي في التاريخ لتلك الشعوب والأمم والحضارات والذي يتمثل في تحسين التشريع الخلقي والقيم والمثل وتوسيع الدائرة التي يطبق فيها , فأخلاق الإنسان الحديث ليست بالضرورة أسمى من أخلاق الإنسان البدائي , ولو أن التشريعين الخلقيين يختلفان فيما بينهما اختلافا بينا من حيث المضمون والتنفيذ والأداء.
ويرتبط علم الأخلاق في جميع العلوم لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين , وما يقوم به فهو واجب عليه , ويحقق المنفعة في ذات الوقت , والقيام بالفعل الأخلاقي ينعكس على المجموع , ويتعدى ذلك عندما يكون الفعل الأخلاقي لا يتعلق في المكان والزمان, كالاختراعات الطبية أو النظريات الهندسية , وكافة التقنيات التي يخترعها الإنسان كما أن الدوافع والعوامل النفسية لها أثر كبير في تنمية الفعل الأخلاقي , لأنها في الأساس تبحث في إشباع الرغبات والميول وحاجات الإنسان الحياتية
ويصادفنا في هذه المجال أن هناك نوعان للأديان ما هو وضعي وما هو سماوي فالدين الوضعي كما تشير القواميس هو شكل من أشكال الوعي الاجتماعي تتعلق بالقوى الطبيعية والاجتماعية المسيطرة على الإنسان وهو منظومة للأفعال والمبادئ والقيم وعلاقة الإنسان بالموجودات , أما الدين السماوي هو مجموعة القواعد والأوامر والنواهي وعلاقة الإنسان بربه ورسم أشكال العبادات , وعلاقة الإنسان بما يحيط به وحدود مسؤوليته ومسؤولية الآخرين بالإضافة إلى القواعد الخلقية والتربوية هناك إجابات لعوالم أخرى وحقائق وقدرات وإجابات لكثير من التساؤلات عن حقائق التي بحث عنها الإنسان عبر تاريخه الطويل ولا تستطيع قدرات الإنسان أن تنالها .
ونحن في استعراض للتعاريف نرى أن الايديولوجيا هي مجموعة من الأفكار والمبادئ والنظريات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والجمالية والفلسفية والتي تتحدد بمستوى الوعي الاجتماعي , وهذه الايديولوجيا هي مجموعة من الإيديولوجيات والمعايير المضافة لتجارب ونظريات أنجزتها البشرية وقد تكون عاملا مساعدا وربما رئيسيا في منهجية بعض الإيديولوجيات , وقد تفتقر إليها إيديولوجية أخرى لمجتمعات أخرى التي ينتهجها الإنسان وفق فترات زمنية معينة على مدار اليوم , ونتيجة لكثرة المعتقدات والأديان بطوائفها وكذلك الإيديولوجيات فالإنسان في حياته اليومية يمر على هذه المفردات الثلاث , فبينما هو يؤدي رسالته الإيديولوجية والدينية فضلا عن طائفته فتكون المسألة الأخلاقية هي الأخرى لم تكن بعيدة عنه , فهل يطبق الأخلاق الدينية عندما تتعارض أخلاقية إيديولوجيته أم يطبق أخلاقيات الإيديولوجية عندما تتعارض أخلاق تلك الإيديولوجية مع أخلاقيات هذا الدين أو ذاك في مواضع متفرقة متباينة , ومع كل هذه التباينات هناك تباين آخر هو ما يمكن أن يحمله الفرد من قدرات واستعدادات فهي تختلف من فرد لآخر وتبقى حالة التدافع قائمة بين كل التيارات البشرية والدينية والأخلاقية .
وفي كل الأحوال ترتسم إشكالية المصطلحات ودلالاتها في معايير كثيرة منها .
- إن كل مصطلح لا يمكن تعريته من ماضية سواء في الزمان أو في المكان , ولا يمكن أن نتصور أخلاق بدون تاريخ, وماضي وهي كالقانون يلتفت إلى الماضي ليستمد منه أحكامه ولم يكن الدين والايدولوجيا بعيدا عن هذا المساق ومن خلال جوانب متعددة لا يمكن أن ترقى بدون الارتكاز على ذلك الماضي والصيرورة التاريخية له , فهذا التنوع والتباين لتلك الأخلاقية والإيديولوجية والعقيدة الدينية هي التي تدفع الحياة لفعل الحيوية وخلق روح الإبداع .
- إن هذه المصطلحات متعلقة بالإنسان وهي أكثر التصاقا به وحتى في حياته اليومية وفي أشكال تعبده وطقوسه الدينية ومعاملته مع بني أقرانه بالإضافة لتعامله مع المحيط فنرى هذه المفردات يجسدها في حياته اليومية ممزوجة بقدراته الفردية بالإضافة للظروف المحيطة به , وهذه القدرة الفردية هي التي تسم الفرد بهذه الأخلاقية عند موائمته لتلك المفردات , ومع الظروف ولا ينقص من تلك المعايير ولكن قدرته هي أيضا إضافة على صيغة هذه المفردات وهذا بحد ذاته هو التدافع في الحياة .
- إن تغير الدين سوف يغير الأخلاق , وتغير الأخلاق سيغير تطبيق المعايير الدينية , وهذا ما نراه في تطور الأديان الوضعية شيئا فشيئا , فيتحرك الدين معها كارها للتوفيق بين نفسه وبين المستحدثات الاقتصادية والاجتماعية ولا يتوقف عند الوصول إلى الأخلاق الجديدة التي هي بدورها ينشأ عنها متغيرات , إلا إذا كانت هناك نواظم وحدود للدين لا يمكن تجاوز ذلك , وهذا يرجع لتقبل المجتمع , وهذا ما يحدث عند البعض عندما يراد تجاوزه , وبهذه النقاط يبدأ التغير في الدين , ولهذا يمكننا القول أن الدين يحافظ على القيم السائدة وليس الوصول إلى قيم جديدة , أما الأخلاق هي تسعى لما يمكن أن يكون وليس بما هو كائن , وبهذا تتفق مع الايدولوجيا.
- تنشأ عن الايديولوجيا تطبيق معايير جديدة قد لا تتعلق بالدين وإن كنا نتحفظ هنا لأنه لا يمكن أن نتصور أيديولوجيا في أي شكل من أشكال الحياة إلا ويكون للأمر الديني فيها نصيب إلا إذا نظرنا للأديان ما هو وضعي وما هو سماوي من خلال المعايير التي تتعلق في كافة شؤون الحياة , وإلا لما دان به المجتمع , ولتحقيق الشمولية بين أفراد المجتمع ويبرز دور الأخلاق بين مفردات العمل , وتلك المعايير وبدرجة الأخلاق التي يحققها هذا الدين أو ذاك تتحقق الفضيلة بين الأفراد , وهذا ديمومة للفعل الديني , كما أنه ديمومة للفعل الأخلاقي فتكون القيم الأخلاقية أقرب إلى الدين وقد لا يكون الدين أساسا لها بل يكون عونا لها.
فهناك تباين واضح بين الدين والايدولوجيا في السمات والخصائص , فالدين تتعلق تعاليمه بالمثوبة التي ينالها في الدنيا وفي الآخرة , ولكن في الايديولوجيا يتحدد الأجر والمثوبة في الدنيا , ولكن في الشكل الكلي من حيث التركيب والتحليل نجد التوافقات فيما بين الايديولوجيا متوافقة عندما تتعلق هذه المفردات بتحقيق انسانية الإنسان.
ولكن نجد هناك بعض الدعوات التي تأتي بين الحين والآخر من ايديولوجيا معينة عبر التاريخ أو ما تزال في حاضرنا في مواضع متفرقة من العالم تريد أن تجتث جذور الدين وترى أنه هو المعيق لحركة التاريخ والنظريات وتطبيقاتها وهذه النظريات والدعوات هي قاصرة في بعدها الاجتماعي , وإنني أعتقد جازما أن الدين لا يمكن أن يكون معيقا , ولكن الإعاقة تكمن في معتنقيه من وجهة نظر غير صحيحة يأخذون منه , ولا يكون القصور في الدين , ولكن القصور في تطبيق مبادئ الدين أو بايديولوجيا الدين إن صح التعبير وعلى النقيض من ذلك تماما نرى بعض المفكرين من القرن الماضي طرحوا أفكارا بنزع الايدولوجيات وفي الوقت الحاضر طرحت أفكار موت الإيديولوجيات, في حين نسوا أنفسهم بإن طروحاتهم هذه هي طروحات إيديولوجية.
وعندما يتعلق الدين بالسلوك الإنساني فإن هذا الدين هو بحد ذاته هو جملة معايير أخلاقية وعندما تسلب دعائمه الدينية يتدهور ذلك السلوك ويترافق ذلك مع تدهور الجوانب الأخلاقية , فتكون الإيديولوجيات في حالة ضعف شديد , ولا يمكن أن تستمر الايديولوجيا بدون معايير دينية في حقيقتها أخلاقية , ولم نر حقيقة الصراع بين الدين والآخر بقدر ما نرى ذلك عندما يجسد البعض حقيقة الدين في إيديولوجية ارتضوها ومزعومة بلبوس ديني مما يؤدي إلى حالة تناقض وضعف للدين وهذا يرجع لأمور كثيرة.
وتظهر الأمور بشكل واضح وجلي بأن كلما زادت الأخلاق زادت العلوم وتقدمت الأمم والعكس صحيح , فكلما اضمحلت الأخلاق أصاب الأمم والحضارات الوهن والعجز , ولكن لا يمكن أن تمحى الأخلاق من ذاكرة الأمم والشعوب مادام هناك من يمثل الجنس البشري على المعمورة .
وكلما زاد عن الواجب ازدادت المنفعة وبإزدياد المنفعة تزداد الفضيلة , وبزيادتها يزداد تماسك المجتمع , ويقوى بناء الحضارة واستمراريتها
ويقول أحد علماء الاجتماع " إنما تتفاضل الأمم في حالة البداوة بالقوة البدنية , فإذا ارتقت تفاضلت بالعلم , ثم إذا بلغت من الارتقاء غايته تفاضلت بالأخلاق "
Admin
Admin
عدد المساهمات: 55
نقاط: 1325
السٌّمعَة: 0
تاريخ التسجيل: 10/04/2009
وما من مجتمع من المجتمعات إلا وقد ساهم في بناء معيار أخلاقي له وأخذت معايير ومصطلحات الفضيلة والواجب والخير والمنفعة والأخلاق تتجسد في سلوكية الفرد والمجتمع ووصولا إلى العصر الحديث أعتبر علم الأخلاق من العلوم المعيارية كعلم المنطق ، وعلم الجمال ، وهذه العلوم ليست علوما وضعية لأنها لا تدرس وقائع موجودة بالفعل , فعلم الأخلاق يدرس معيار الخيّرية ومفاضلتها عمن سواها ، وهو يدرس المثل العليا في المجتمع والتي يجب أن يسير عليها .
ولهذا فإن الأخلاق هي مجموعة أهواء المجتمع , وأن التقدم الخلقي في التاريخ لتلك الشعوب والأمم والحضارات والذي يتمثل في تحسين التشريع الخلقي والقيم والمثل وتوسيع الدائرة التي يطبق فيها , فأخلاق الإنسان الحديث ليست بالضرورة أسمى من أخلاق الإنسان البدائي , ولو أن التشريعين الخلقيين يختلفان فيما بينهما اختلافا بينا من حيث المضمون والتنفيذ والأداء.
ويرتبط علم الأخلاق في جميع العلوم لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين , وما يقوم به فهو واجب عليه , ويحقق المنفعة في ذات الوقت , والقيام بالفعل الأخلاقي ينعكس على المجموع , ويتعدى ذلك عندما يكون الفعل الأخلاقي لا يتعلق في المكان والزمان, كالاختراعات الطبية أو النظريات الهندسية , وكافة التقنيات التي يخترعها الإنسان كما أن الدوافع والعوامل النفسية لها أثر كبير في تنمية الفعل الأخلاقي , لأنها في الأساس تبحث في إشباع الرغبات والميول وحاجات الإنسان الحياتية
ويصادفنا في هذه المجال أن هناك نوعان للأديان ما هو وضعي وما هو سماوي فالدين الوضعي كما تشير القواميس هو شكل من أشكال الوعي الاجتماعي تتعلق بالقوى الطبيعية والاجتماعية المسيطرة على الإنسان وهو منظومة للأفعال والمبادئ والقيم وعلاقة الإنسان بالموجودات , أما الدين السماوي هو مجموعة القواعد والأوامر والنواهي وعلاقة الإنسان بربه ورسم أشكال العبادات , وعلاقة الإنسان بما يحيط به وحدود مسؤوليته ومسؤولية الآخرين بالإضافة إلى القواعد الخلقية والتربوية هناك إجابات لعوالم أخرى وحقائق وقدرات وإجابات لكثير من التساؤلات عن حقائق التي بحث عنها الإنسان عبر تاريخه الطويل ولا تستطيع قدرات الإنسان أن تنالها .
ونحن في استعراض للتعاريف نرى أن الايديولوجيا هي مجموعة من الأفكار والمبادئ والنظريات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والجمالية والفلسفية والتي تتحدد بمستوى الوعي الاجتماعي , وهذه الايديولوجيا هي مجموعة من الإيديولوجيات والمعايير المضافة لتجارب ونظريات أنجزتها البشرية وقد تكون عاملا مساعدا وربما رئيسيا في منهجية بعض الإيديولوجيات , وقد تفتقر إليها إيديولوجية أخرى لمجتمعات أخرى التي ينتهجها الإنسان وفق فترات زمنية معينة على مدار اليوم , ونتيجة لكثرة المعتقدات والأديان بطوائفها وكذلك الإيديولوجيات فالإنسان في حياته اليومية يمر على هذه المفردات الثلاث , فبينما هو يؤدي رسالته الإيديولوجية والدينية فضلا عن طائفته فتكون المسألة الأخلاقية هي الأخرى لم تكن بعيدة عنه , فهل يطبق الأخلاق الدينية عندما تتعارض أخلاقية إيديولوجيته أم يطبق أخلاقيات الإيديولوجية عندما تتعارض أخلاق تلك الإيديولوجية مع أخلاقيات هذا الدين أو ذاك في مواضع متفرقة متباينة , ومع كل هذه التباينات هناك تباين آخر هو ما يمكن أن يحمله الفرد من قدرات واستعدادات فهي تختلف من فرد لآخر وتبقى حالة التدافع قائمة بين كل التيارات البشرية والدينية والأخلاقية .
وفي كل الأحوال ترتسم إشكالية المصطلحات ودلالاتها في معايير كثيرة منها .
- إن كل مصطلح لا يمكن تعريته من ماضية سواء في الزمان أو في المكان , ولا يمكن أن نتصور أخلاق بدون تاريخ, وماضي وهي كالقانون يلتفت إلى الماضي ليستمد منه أحكامه ولم يكن الدين والايدولوجيا بعيدا عن هذا المساق ومن خلال جوانب متعددة لا يمكن أن ترقى بدون الارتكاز على ذلك الماضي والصيرورة التاريخية له , فهذا التنوع والتباين لتلك الأخلاقية والإيديولوجية والعقيدة الدينية هي التي تدفع الحياة لفعل الحيوية وخلق روح الإبداع .
- إن هذه المصطلحات متعلقة بالإنسان وهي أكثر التصاقا به وحتى في حياته اليومية وفي أشكال تعبده وطقوسه الدينية ومعاملته مع بني أقرانه بالإضافة لتعامله مع المحيط فنرى هذه المفردات يجسدها في حياته اليومية ممزوجة بقدراته الفردية بالإضافة للظروف المحيطة به , وهذه القدرة الفردية هي التي تسم الفرد بهذه الأخلاقية عند موائمته لتلك المفردات , ومع الظروف ولا ينقص من تلك المعايير ولكن قدرته هي أيضا إضافة على صيغة هذه المفردات وهذا بحد ذاته هو التدافع في الحياة .
- إن تغير الدين سوف يغير الأخلاق , وتغير الأخلاق سيغير تطبيق المعايير الدينية , وهذا ما نراه في تطور الأديان الوضعية شيئا فشيئا , فيتحرك الدين معها كارها للتوفيق بين نفسه وبين المستحدثات الاقتصادية والاجتماعية ولا يتوقف عند الوصول إلى الأخلاق الجديدة التي هي بدورها ينشأ عنها متغيرات , إلا إذا كانت هناك نواظم وحدود للدين لا يمكن تجاوز ذلك , وهذا يرجع لتقبل المجتمع , وهذا ما يحدث عند البعض عندما يراد تجاوزه , وبهذه النقاط يبدأ التغير في الدين , ولهذا يمكننا القول أن الدين يحافظ على القيم السائدة وليس الوصول إلى قيم جديدة , أما الأخلاق هي تسعى لما يمكن أن يكون وليس بما هو كائن , وبهذا تتفق مع الايدولوجيا.
- تنشأ عن الايديولوجيا تطبيق معايير جديدة قد لا تتعلق بالدين وإن كنا نتحفظ هنا لأنه لا يمكن أن نتصور أيديولوجيا في أي شكل من أشكال الحياة إلا ويكون للأمر الديني فيها نصيب إلا إذا نظرنا للأديان ما هو وضعي وما هو سماوي من خلال المعايير التي تتعلق في كافة شؤون الحياة , وإلا لما دان به المجتمع , ولتحقيق الشمولية بين أفراد المجتمع ويبرز دور الأخلاق بين مفردات العمل , وتلك المعايير وبدرجة الأخلاق التي يحققها هذا الدين أو ذاك تتحقق الفضيلة بين الأفراد , وهذا ديمومة للفعل الديني , كما أنه ديمومة للفعل الأخلاقي فتكون القيم الأخلاقية أقرب إلى الدين وقد لا يكون الدين أساسا لها بل يكون عونا لها.
فهناك تباين واضح بين الدين والايدولوجيا في السمات والخصائص , فالدين تتعلق تعاليمه بالمثوبة التي ينالها في الدنيا وفي الآخرة , ولكن في الايديولوجيا يتحدد الأجر والمثوبة في الدنيا , ولكن في الشكل الكلي من حيث التركيب والتحليل نجد التوافقات فيما بين الايديولوجيا متوافقة عندما تتعلق هذه المفردات بتحقيق انسانية الإنسان.
ولكن نجد هناك بعض الدعوات التي تأتي بين الحين والآخر من ايديولوجيا معينة عبر التاريخ أو ما تزال في حاضرنا في مواضع متفرقة من العالم تريد أن تجتث جذور الدين وترى أنه هو المعيق لحركة التاريخ والنظريات وتطبيقاتها وهذه النظريات والدعوات هي قاصرة في بعدها الاجتماعي , وإنني أعتقد جازما أن الدين لا يمكن أن يكون معيقا , ولكن الإعاقة تكمن في معتنقيه من وجهة نظر غير صحيحة يأخذون منه , ولا يكون القصور في الدين , ولكن القصور في تطبيق مبادئ الدين أو بايديولوجيا الدين إن صح التعبير وعلى النقيض من ذلك تماما نرى بعض المفكرين من القرن الماضي طرحوا أفكارا بنزع الايدولوجيات وفي الوقت الحاضر طرحت أفكار موت الإيديولوجيات, في حين نسوا أنفسهم بإن طروحاتهم هذه هي طروحات إيديولوجية.
وعندما يتعلق الدين بالسلوك الإنساني فإن هذا الدين هو بحد ذاته هو جملة معايير أخلاقية وعندما تسلب دعائمه الدينية يتدهور ذلك السلوك ويترافق ذلك مع تدهور الجوانب الأخلاقية , فتكون الإيديولوجيات في حالة ضعف شديد , ولا يمكن أن تستمر الايديولوجيا بدون معايير دينية في حقيقتها أخلاقية , ولم نر حقيقة الصراع بين الدين والآخر بقدر ما نرى ذلك عندما يجسد البعض حقيقة الدين في إيديولوجية ارتضوها ومزعومة بلبوس ديني مما يؤدي إلى حالة تناقض وضعف للدين وهذا يرجع لأمور كثيرة.
وتظهر الأمور بشكل واضح وجلي بأن كلما زادت الأخلاق زادت العلوم وتقدمت الأمم والعكس صحيح , فكلما اضمحلت الأخلاق أصاب الأمم والحضارات الوهن والعجز , ولكن لا يمكن أن تمحى الأخلاق من ذاكرة الأمم والشعوب مادام هناك من يمثل الجنس البشري على المعمورة .
وكلما زاد عن الواجب ازدادت المنفعة وبإزدياد المنفعة تزداد الفضيلة , وبزيادتها يزداد تماسك المجتمع , ويقوى بناء الحضارة واستمراريتها
ويقول أحد علماء الاجتماع " إنما تتفاضل الأمم في حالة البداوة بالقوة البدنية , فإذا ارتقت تفاضلت بالعلم , ثم إذا بلغت من الارتقاء غايته تفاضلت بالأخلاق "
Admin
Admin
عدد المساهمات: 55
نقاط: 1325
السٌّمعَة: 0
تاريخ التسجيل: 10/04/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 02, 2009 5:48 pm من طرف valantino
» كاميرا هفية
الأحد أغسطس 02, 2009 5:29 pm من طرف valantino
» الدرجات
الخميس يوليو 16, 2009 5:38 pm من طرف valantino
» شرطى مراكشى يتعرض لسب ولشتم من طرف موطن
الأربعاء يوليو 15, 2009 5:52 pm من طرف valantino
» كلام عن الديسكو فى لقاء اسلامى
الثلاثاء يوليو 14, 2009 6:20 pm من طرف valantino
» كلام السوق فى فيلم مغربى
الثلاثاء يوليو 14, 2009 6:11 pm من طرف valantino
» مغربى راقص فى امريكا المهم شوهة
الثلاثاء يوليو 14, 2009 6:03 pm من طرف valantino
» فى المغرب فقط
الأحد يوليو 12, 2009 6:08 pm من طرف valantino
» اوباما وسركوزى كيسقو عينهم فى قمة الثمانية فوحد البرازيلية
الأحد يوليو 12, 2009 5:57 pm من طرف valantino